كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



وفى الخبر وجهان: أحدهما من كتاب وحكمة: أي الذي أوتيتموه من الكتاب، والنكرة هنا كالمعرفة، والثانى الخبر لتؤمنن به والهاء عائدة على المبتدإ واللام جواب القسم، لأن أخذ الميثاق قسم في المعنى، فأما قوله: {ثم جاءكم} فهو معطوف على ماآتيتكم، والعائد على ما من هذا المعطوف فيه وجهان: أحدهما تقديره: ثم جاءكم به، واستغنى عن إظهاره بقوله به فيما بعد، والثانى أن قوله: {لما معكم} في موضع الضمير تقديره: مصدق له، لأن الذي معهم هو الذي آتاهم، ويجوز أن يكون العائد ضمير الاستقرار العامل في مع، ويجوز أن تكون الهاء في {به} تعود على الرسول، والعائد على المبتدإ محذوف وسوغ ذلك طول الكلام، وأن تصديق الرسول تصديق للذى أوتيه.
والقول الثاني أن ما شرط واللام قبله لتلقى القسم كالتى في قوله: {لئن لم ينته المنافقون} وليست لازمة بدليل قوله: {وإن لم ينتهوا عما يقولون} فعلى هذا تكون ما في موضع نصب بآتيت، والمفعول الثاني ضمير المخاطب، ومن كتاب مثل من آية في قوله: {ما ننسخ من آية} وباقى الكلام على هذا الوجه ظاهر.
ويقرأ {لما} بفتح اللام وتشديد الميم.
وفيها وجهان:
أحدهما أنها الزمانية: أي أخذنا ميثاقهم لما آتيناهم شيئا من كتاب وحكمة، ورجع من الغيبة إلى الخطاب على المألوف من طريقتهم.
والثانى أنه أراد لمن ماثم أبدل من النون ميما لمشابهتها إياها فتوالت ثلاث ميمات فحذف الثانية لضعفها بكونها بدلا وحصول التكرير بها، ذكر هذا المعنى ابن جنى في المحتسب، ويقرأ آتيتكم على لفظ واحد، وهو موافق لقوله: {وإذ أخذ الله} ولقوله: {إصرى} ويقرأ آتيناكم على لفظ الجمع للتعظيم {أءقررتم} فيه حذف أي بذلك و{إصرى} بالكسر والضم لغتان قرئ بهما.
قوله تعالى: {فمن تولى} من مبتدأ يجوز أن تكون بمعنى الذى، وأن تكون شرطا {فأولئك} مبتدأ ثان، و{هم الفاسقون} مبتدأ وخبره، ويجوز أن يكون هم فصلا.
قوله تعالى: {أفغير} منصوب بـ {يبغون} ويقرأ بالياء على الغيبة كالذى قبله وبالتاء على الخطاب، والتقدير: قل لهم {طوعا وكرها} مصدران في موضع الحال، ويجوز أن يكونا مصدرين على غير الصدر، لأن أسلم بمعنى انقاد وأطاع {ترجعون} بالتاء على الخطاب، وبالياء على الغيبة.
قوله تعالى: {قل آمنا} تقديره: قل يا محمد آمنا: أي أنا ومن معى، أو أنا والأنبياء، وقيل التقدير: قل لهم قولوا آمنا.
قوله تعالى: {ومن يبتغ} الجمهور على إظهار الغينين، وروى عن أبى عمرو الإدغام وهو ضعيف، لأن كسرة الغين الأولى تدل على الياء المحذوفة، و{دينا} تمييز، ويجوز أن يكون مفعول يبتغ، و{غير} صفة قدمت عليه فصارت حالا {وهو في الآخرة من الخاسرين} هو في الإعراب مثل قوله: {وإنه في الآخرة لمن الصالحين} وقد ذكر.
قوله تعالى: {كيف يهدى الله} حال أو ظرف، والعامل فيها يهدى، وقد تقدم نظيره {وشهدوا} فيه ثلاثة أوجه: أحدها هو حال من الضمير في كفروا وقد معه مقدرة، ولايجوز أن يكون العامل يهدى، لأن يهدى من شهد أن الرسول حق والثانى أن يكون معطوفا على كفروا: أي كيف يهديهم بعد اجتماع الأمرين.
والثالث أن يكون التقدير: وأن شهدوا: أي بعد أن آمنوا، وأن شهدوا فيكون في موضع جر.
قوله تعالى: {أولئك} مبتدأ، و{جزاؤهم} مبتدأ ثان و{أن عليهم لعنة الله} أن واسمها وخبرها خبر جزاء: أي جزاؤهم اللعنة، ويجوز أن يكون جزاؤهم بدلا من أولئك بدل الاشتمال.
قوله تعالى: {خالدين فيها} حال من الهاء والميم في عليهم، والعامل فيها الجار أو ما يتعلق به، وفيها يعنى اللعنة.
قوله تعالى: {ذهبا} تمييزه والهاء في به تعود على الملء أو على ذهب.
قوله تعالى: {مما تحبون} ما بمعنى الذي أو نكرة موصوفة، ولايجوز أن تكون مصدرية، لأن المحبة لا تتفق، فإن جعلت المصدر بمعنى المفعول فهو جائز على رأى أبي علي {وما تنفقوا من شئ} قد ذكر نظيره في البقرة، والهاء في {به} تعود على ما أو على شئ.
قوله تعالى: {حلا} أي حلالا، والمعنى كان كله حلا {إلا ما حرم} في موضع نصب لأنه استثناء من اسم كان، والعامل فيه كان، ويجوز أن يعمل فيه حلا ويكون فيه ضمير يكون الاستثناء منه، لأنه حلا وحلالا في موضع اسم الفاعل بمعنى الجائز والمباح {من قبل} متعلق بحرم.
قوله تعالى: {من بعد ذلك} يجوز أن يتعلق بافترى وأن يتعلق بالكذب.
قوله تعالى: {قل صدق الله} الجمهور على إظهار اللام وهو الأصل، ويقرأ بالإدغام لإن الصاد فيها انبساط، وفى اللام انبساط بحيث يتلاقى طرفاهما فصارا متقاربين، والتقدير: قل لهم صدق الله، {حنيفا} يجوز أن يكون حالا من إبراهيم ومن الملة، وذكر لأن الملة والدين واحد.
قوله تعالى: {وضع للناس} الجملة في موضع جر صفة لبيت، والخبر {للذى ببكة}، و{مباركا وهدى} حالان من الضمير في موضع، وإن شئت في الجار والعامل فيهما الاستقرار.
قوله تعالى: {فيه آيات بينات} يجوز أن تكون الجملة مستأنفة مضمرة لمعنى البركة والهدى، ويجوز أن يكون موضعها حالا أخرى، ويجوز أن تكون حالا من الضمير في قوله للعالمين، والعامل فيه هدى، ويجوز أن تكون حالا من الضمير في مباركا وهو العامل فيها، ويجوز أن تكون صفة لهدى كما أن للعالمين كذلك، و{مقام إبراهيم} مبتدأ والخبر محذوف: أي منها مقام إبراهيم {ومن دخله} معطوف عليه: أي ومنها أمن من دخله، وقيل هو خبر تقديره: هي مقام، وقيل بدل، وعلى هذين الوجهين قد عبر عن الآيات بالمقام وبأمن الداخل، وقيل {ومن دخله} مستأنف، ومن شرطية، و{حج البيت} مصدر يقرأ بالفتح والكسر وهما لغتان، وقيل الكسر اسم للمصدر، وهو مبتدأ وخبره {على الناس} ولله يتعلق بالاستقرار في على تقديره: استقر لله على الناس، ويجوز أن يكون الخبر لله وعلى الناس متعلق به إما حالا وإما مفعولا، ولايجوز أن يكون لله حالا لأن العامل في الحال على هذا يكون معنى، والحال لايتقدم على العامل المعنوي، ويجوز أن يرتفع الحج بالجار الأول أو الثاني والحج مصدر أضيف إلى المفعول {من استطاع} بدل من الناس بدل بعض من كل، وقيل هو في موضع رفع تقديره: هم من استطاع والواجب عليه من استطاع، والجملة بدل أيضا، وقيل هو مرفوع بالحج تقديره: ولله على الناس أن يحج البيت من استطاع، فعلى هذا في الكلام حذف تقديره: من استطاع منهم ليكون في الجملة ضمير يرجع على الأول، وقيل من مبتدأ شرط، والجواب محذوف تقديره: من استطاع فليحج، ودل على ذلك قوله: {ومن كفر} وجوابها.
قوله تعالى: {لم تصدون} اللام متعلقة بالفعل، و{من} مفعوله، و{تبغونها} يجوز أن يكون مستأنفا، وأن يكون حالا من الضمير في تصدون أو من السبيل، لأن فيها ضميرين راجعين إليهما، فلذلك صح أن تجعل حالا من كل واحد منهما، و{عوجا} حال.
قوله تعالى: {بعد إيمانكم} يجوز أن يكون ظرفا ليردوكم، وأن يكون ظرفا لـ {كافرين} وهو في المعنى مثل قوله: {كفروا بعد إيمانهم}.
قوله تعالى: {ولا تفرقوا} الأصل تتفرقوا، فحذف التاء الثانية وقد ذكر وجهه في البقرة ويقرأ بتشديد التاء: والوجه فيه أنه سكن التاء الأولى حين نزلها متصلة بالألف ثم أدغم {نعمة الله} هو مصدر مضاف إلى الفاعل، و{عليكم} يجوز أن يتعلق به كما تقول أنعمت عليك، ويجوز أن يكون حالا من النعمة فيتعلق بمحذوف {إذ كنتم} يجوز أن يكون ظرفا للنعمة، وأن يكون ظرفا للاستقرار في عليكم إذا جعلته حالا {فأصبحتم} يجوز أن تكون الناقصة فعلى هذا يجوز أن يكون الخبر {بنعمته} فيكون المعنى فأصبحتم في نعمته، أو متلبسين بنعمته: أو مشمولين، و{إخوانا} على هذا حال يعمل فيها أصبح أو ما يتعلق به الجار، ويجوز أن يكون إخوانا خبر أصبح، ويكون الجار حالا يعمل فيه أصبح، أو حالا من إخوأن لانه صفة له قدمت عليه، وأن يكون متعلقا بأصبح لأن الناقصة تعمل في الجار، ويجوز أن يتعلق بإخوانا لأن التقدير: تآخيتم بنعمته، ويجوز أن تكون أصبح تامة، ويكون الكلام في بنعمته إخوانا قريبا من الكلام في الناقصة، والإخوان جمع أخ من الصداقة لا من النسب.
والشفا يكتب بالألف وهى من الواو تثنية شفوان، و{من النار} صفة لحفرة، ومن للتبعبض، والضمير في {منها} للنار أو للحفرة {ولتكن منكم} يجوز أن تكون كان هنا التامة فتكون {أمة} فاعلا، و{يدعون} صفته، ومنكم متعلقة بتكن أو بمحذوف على أن تكون صفة لأمة قدم عليها فصار حالا، ويجوز أن تكون الناقصة، وأمة اسمها، ويدعون لخبر، ومنكم إما حال من أمة أو متعلق بكان الناقصة، ويجوز أن يكون يدعون صفة، ومنكم الخبر.
قوله تعالى: {جاءهم البينات} إنما حذف التاء لأن تأنيث البينة غير حقيقي: ولأنها بمعنى الدليل.
قوله تعالى: {يوم تبيض} هو ظرف لعظيم أو للاستقرار في لهم، وفى تبيض أربع لغات فتح التاء وكسرها من غير ألف، وتبياض بالألف مع فتح التاء وكسرها وكذلك تسود {أكفرتم} تقديره: فقال لهم أكفرتم، والمحذوف هو الخبر.
قوله تعالى: {تلك آيات الله} قد ذكر في البقرة.
قوله تعالى: {كنتم خير أمة} قيل كنتم في علمي، وقيل هو بمعنى صرتم، وقيل كان زائدة، والتقدير: أنتم خير، وهذا خطأ لأن كأن لاتزاد في أول الجملة ولا تعمل في خير {تأمرون} خبر ثان، أو تفسير لخبر أو مستأنف {لكان خيرا لهم} أي لكان الإيمان، لفظ الفعل على إرادة المصدر {منهم المؤمنون} هو مستأنف.
قوله تعالى: {إلا أذى} أذى مصدر من معنى يضروكم، لأن الأذى والضرر متقاربان في المعنى، فعلى هذا يكون الاستثناء متصلا، وقيل هو منقطع لإن المعنى: لن يضروكم بالهزيمة، لكن يؤذونكم بتصديكم لقتالهم {يولوكم الأدبار} الإدبار مفعول ثان، والمعنى: يجعلون ظهورهم تليكم {ثم لا تنصرون} مستأنف، ولايجوز الجزم عند بعضهم عطفا على جواب الشرط، لأن جواب الشرط يقع عقيب المشروط، وثم للتراخي، فلذلك لم تصلح في جواب الشرط، والمعطوف على الجواب كالجواب، وهذا خطأ لأن الجزم في مثله قد جاء في قوله: {ثم لا يكونوا أمثالكم} وإنما استؤنف هنا ليدل على أن الله لاينصرهم قاتلوا أو لم يقاتلوا.
قوله تعالى: {إلا بحبل} في موضع نصب على الحال تقديره: ضربت عليهم الذلة في كل حال إلا في حال عقد العهد لهم، فالباء متعلقة بمحذوف تقديره إلا متمسكين بحبل.
قوله تعالى: {ليسوا} الواو اسم ليس، وهى راجعة على المذكورين قبلها و{سواء} خبرها: أي ليسوا مستوين، ثم استأنف فقال: {من أهل الكتاب أمة قائمة} فأمة مبتدأ وقائمة نعت له، والجار قبله خبره، ويجوز أن تكون أمة فاعل الجار، وقد وضع الظاهر هنا موضع المضمر والأصل منهم أمة، وقيل أمة رفع بسواء، وهذا ضعيف في المعنى والإعراب، لأنه منقطع مما قبله، ولا يصح أن تكون الجملة خبر ليس، وقيل أمة اسم ليس، والواو فيها حرف يدل على الجمع كما قالوا: أكلوني البراغيث، وسواء الخبر، وهذا ضعيف إذ ليس الغرض بيان تفاوت الأمة القائمة التالية لآيات الله، بل الغرض أن من أهل الكتاب مؤمنا وكافرا {يتلون} صفة أخرى لأمة، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في قائمة أو من الأمة لأنها قد وصفت، والعامل على هذا الاستقرار، و{آناء الليل} ظرف ليتلون لا لقائمة، لأن قائمة قد وصفت فلا تعمل فيما بعد الصفة، وواحد الآناء إني مثل معى، ومنهم من يفتح الهمزة فيصير على وزن عصا، ومنهم من يقول إني بالياء وكسر الهمزة، {وهم يسجدون} حال من الضمير في يتلون أو في قائمة، ويجوز أن يكون مستأنفا، وكذلك {يؤمنون}، {ويأمرون}، {وينهون} إن شئت جعلتها أحوالا، وإن شئت استأنفتها.
قوله تعالى، و{ما يفعلوا} يقرأ بالتاء على الخطاب، وبالياء حملا على الذي قبله.
قوله تعالى: {كمثل الريح} فيه حذف مضاف تقديره: كمثل مهلك ريح: أي ما ينفقون هالك كالذى تهلكه {فيها صر} مبتدأ وخبر في موضع صفة الريح، ويجوز أن ترفع صرا بالظرف لأنه قد اعتمد على ما قبله، و{أصابت} في موضع جر أيضا صفة لريح، ولايجوز أن تكون صفة لصر لأن الصر مذكر والضمير في أصابت مؤنث، وقيل ليس في الكلام حذف مضاف بل تشبيه ما أنفقوا بمعنى الكلام، وذلك أن قوله: {كمثل ريح} إلى قوله: {فأهلكته} متصل بعضه ببعض، فامتزجت المعاني فيه وفهم المعنى {ظلموا} صفة لقوم.
قوله تعالى: {من دونكم} صفة لبطانة، قيل من زائدة لأن المعنى بطانة دونكم في العمل والإيمان {لا يألونكم} في موضع نعت لبطانة أو حال مما تعلقت به من، ويألوا يتعدى إلى مفعول واحد، و{خبالا} على التمييز، ويجوز أن يكون انتصب لحذف صرف لجزء تقديره: لا يألونكم في تخبيلكم، ويجوز أن يكون مصدرا في موضع الحال {ودوا} مستأنف، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يألونكم، وقد معه مرادة، ومامصدرية، أي عنتكم {قد بدت البغضاء} حال أيضا، ويجوز أن يكون مستأنفا {من أفواههم} مفعول بدت، ومن لابتداء الغاية، ويجوز أن يكون حالا: أي ظهرت خارجة من أفواههم.
قوله تعالى: {ها أنتم أولاء تحبونهم} قد ذكر إعرابه في قوله: {ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم}
{بالكتاب كله} الكتاب هنا جنس: أي بالكتب كلها، وقيل هو واحد {عضوا عليكم} عليكم مفعول عضوا، ويجوز أن يكون حالا أي حنقين عليكم {من الغيظ} متعلق بعضوا أيضا، ومن لابتداء الغاية: أي من أجل الغيظ، ويجوز أن يكون حالا: أي مغتاظين {بغيظكم} يجوز أن يكون مفعولا به كما تقول: مات بالسم: أي بسببه، ويجوز أن يكون حالا: أي موتوا مغتاظين.
قوله تعالى: {لا يضركم} يقرأ بكسر الضاد وإسكان الراء على أنه جواب الشرط وهو من ضار يضير ضيرا بمعنى ضر ويقال فيه ضاره يضوره بالواو، ويقرأ بضم الضاد وتشديد الراء وضمها، وهو من ضر يضر، وفى رفعه ثلاثة أوجه: أحدها أنه فيه نية التقديم: أي لا يضركم كيدهم شيئا إن تتقوا، وهو قول سيبويه.
والثانى أنه حذف الفاء، وهو قول المبرد، وعلى هذين القولين الضمة إعراب.
والثالث أنها ليست إعرابا بل لما اضطر إلى التحريك حرك بالضم إتباعا لضمة الضاد، وقيل حركها بحركتها الإعرابية المستحقة لها في الأصل، ويقرأ بفتح الراء على أنه مجزوم حرك بالفتح لالتقاء الساكنين إذ كان أخف من الضم والكسر {شيئا} مصدر: أي ضررا قوله تعالى: {وإذ غدوت} أي واذكر {من أهلك} من لابتداء الغاية، والتقدير: من بين أهلك، وموضعه نصب تقديره: فارقت أهلك، و{تبوئ} حال وهو يتعدى إلى مفعول بنفسه، وإلى آخر تارة بنفسه وتارة بحرف الجر، فمن الأول هذه الآية، فالأول {المؤمنين} والثانى {مقاعد} ومن الثاني {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت} وقيل اللام فيه زائدة {للقتال} يتعلق بتبوئ، ويجوز أن يتعلق بمحذوف على أن يكون صفة لمقاعد، ولا يجوز أن يتعلق بمقاعد لأن المقعد هنا المكان، وذلك لا يعمل.
قوله تعالى: {إذ همت} إذ ظرف لعليم، ويجوز أن يكون ظرفا لتبوئ وأن يكون لغدوت {أن تفشلا} تقديره: بأن تفشلا، فموضعه نصب أو جر على ما ذكرنا من الخلاف {وعلى} يتعلق بيتوكل دخلت الفاء لمعنى الشرط، والمعنى: إن فشلوا فتوكلوا أنتم، وإن صعب الأمر فتوكلوا.
قوله تعالى: {ببدر} ظرف، والباء بمعنى في، ويجوز أن يكون حالا، و{أذلة} جمع ذليل، وإنما مجئ هذا البناء فرارا من تكرير اللام الذي يكون في ذللا.